متابعة - شبكة قدس: جنوب أفريقيا، التي تقود جهودًا دبلوماسية في محكمة العدل الدولية لمحاسبة "إسرائيل" على جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها في قطاع غزة؛ تواجه الآن ضغوطًا أمريكية من خلال قرارات أمريكية بوقف المساعدات.
ويعكس إعلان ترامب بوقف المساعدات لجنوب أفريقيا وقضيتها ضد "إسرائيل" توترات سياسية عالمية متشابكة، خاصة وأن ترامب، معروف بدعمه القوي لـ"إسرائيل" خلال رئاسته، وقد يكون قراره بشأن جنوب أفريقيا مرتبطًا بالموقف الجنوب أفريقي المناهض لـ"إسرائيل".
ويبدو أن التحركات الأمريكية ضد جنوب أفريقيا قد تكون رسالة تحذيرية للدول التي تتحدى "إسرائيل" دبلوماسيًا. كما أن توقيت القرار يثير تساؤلات حول مدى ارتباطه بالقضية في لاهاي، خاصة أن المساعدات الأمريكية تُستخدم كأداة ضغط سياسي.
وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، سيوقف المساعدات المخصصة لدولة جنوب أفريقيا حتى يتم التحقيق بمزاعم تتعلق بـ"إساءة معاملة فئة معينة" وفقا للمزاعم الأمريكية غير المثبتة.
وهذه المزاعم جاءت بعد أن وقع الرئيس الجنوب أفريقي "سيريل رامافوزا" قانونًا يسهل مصادرة الأراضي لمعالجة التفاوتات العرقية، وردت الحكومة الجنوب أفريقية بأنها تتوقع أن يفهم مستشارو ترامب السياسات المحلية في إطار الديمقراطية الدستورية.
وجاء القرار الجنوب أفريقي ليسهل على الدولة مصادرة الأراضي للصالح العام، بهدف معالجة التفاوتات العرقية في ملكية الأراضي التي لا تزال قائمة بعد ثلاثة عقود من انتهاء نظام الفصل العنصري في عام 1994.
واليوم الاثنين، 3 فبراير 2025، أعلن الرئيس الأمريكي ترامب قراره بشأن وقف المساعدات، في منشور له على منصة "تروث سوشيال"، حيث قال: "جنوب أفريقيا تصادر الأراضي وتسيء معاملة فئات معينة من الناس بشكل سيء للغاية. الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي، وسنتخذ إجراءات. سأوقف أيضًا جميع المساعدات المستقبلية لجنوب أفريقيا حتى يتم الانتهاء من تحقيق كامل في هذا الوضع!".
وفي عام 2023، قدمت الولايات المتحدة ما يقرب من 440 مليون دولار كمساعدات لجنوب أفريقيا.
وردًا على تصريحات ترامب، قالت وزارة الخارجية الجنوب أفريقية: "نثق أن مستشاري الرئيس ترامب سيستغلون فترة التحقيق للحصول على فهم شامل لسياسات جنوب أفريقيا ضمن إطار ديمقراطية دستورية". وأضافت: "قد يتضح أن قانون المصادرة لدينا ليس استثنائيًا، حيث أن العديد من الدول لديها تشريعات مماثلة".
من جانبه، رد رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا اليوم الاثنين، على اتهامات ترامب، وقال إن بلاده لم تصادر أي أراضٍ، مضيفا أن قانون نزع الملكية منصوص عليه دستوريا.
وشدد في تصريحاته على أن الولايات المتحدة تظل شريكا استراتيجيا سياسيا وتجاريا رئيسيا لجنوب أفريقيا.
وتؤكد بريتوريا أن القانون لا يسمح للحكومة بمصادرة الممتلكات بشكل تعسفي، ويجب عليها أولا أن تسعى للتوصل إلى اتفاق مع المالك.
وأضاف رامافوزا أن حكومته تتطلع للتواصل مع إدارة ترامب بشأن سياسة إصلاح الأراضي والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وانخفضت عملة جنوب أفريقيا في التعاملات المبكرة اليوم الاثنين بعد تصريحات ترامب عن قطع التمويل.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا